top of page

كلمة الشبكة بمناسبة اليوم العالمي للشباب


الشبكة الشبابية للمراقبة المدنية

كلمة الشبكة بمناسبة اليوم العالمي للشباب قرارنا..

منذ أن أفردت وسائل التواصل الاجتماعي مساحات أوسع للتعبير، انكبّ الشبان السودانيون –مستغلين هذا الانفتاح– على تكوين شبكات فئوية ساهمت في تعزيز الأنشطة التطوعية والثقافية وتبادل الخبرات، مما طور قدرتهم على الفعل والتأثير في الواقع. وتمخض عن هذا الانفتاح انخراط أعداد كبيرة من الشبان في حراك سبتمبر 2013 الذي دفعوا فيه ما دفعوا من أثمان باهظة، لكنهم اكتسبوا خلاله قدرةً كبيرةً على الحركة والتأثير هزت أركان النظام حينها هزةً عنيفةً، آذنت ببداية عهد جديد في السودان يقوده الشبان.

لاحقًا، استمر توسع المجال العام، وتوالى انخراط أجيال جديدة، بمقدرات متنوعة، في الفضاء العام. ووضع هذا التوسع الشاسع لَبنات حراك شبابي خالص في أواخر العام 2018، انتهى بإسقاط دكتاتورية البشير، ورسم صورة زاهية عن مستقبل السودان. كان الأمل كبيرًا جدًا في المستقبل وقتها، مما دفع الشبان إلى الانخراط في تجمعات قاعدية على أساس السكن، فتكونت لجان المقاومة في جميع أنحاء السودان، لتصبح خط الدفاع الأول عن الثورة، ثم لجان الخدمات بالأحياء. ولكن من ناحية أخرى، غاب الشبان –أو غُيّبوا– عن مواقع صنع القرار، فغابت –بالمحصلة– مصالحهم عن أجندة صنّاع القرار مع غياب أيّ رؤية للمستقبل – مستقبلهم. وترنح الانتقال، وتبعثرت أحلام الشبان جراء الصراع المحتدم على السلطة وقصر نظر النخب – مدنيين وعسكريين.

دفع الشبان ثمنًا كبيرًا في ثورتهم، ولكنهم لم يحصدوا سوى السراب نتيجة تغييبهم المتعمد عن مواقع صنع القرار، ثم بانزلاق البلاد إلى حرب مدمرة، وجدوا أنفسهم مضطرين فيها إلى دفع أثمان مضاعفة، مرةً أخرى، في صفوف القتال أو في عون النازحين والمتضررين من القتال؛ ونتيجةً لذلك، فقدنا مئات الشبان المستنفرين فيما اعتقل عشرات المتطوعين.

فئة الشباب هي الأكثر تضررًا من الحرب، فالمستقبل الذي حسبوه مشرقًا بعد الثورة، بات الآن في مهب الريح. وفيما تُظهر الأرقام أيضًا أن الأجسام الشبابية القاعدية هي الأكثر مساهمةً في خدمة المتضررين من الحرب، تقول الإحصاءات إن فئة الشباب هي الأكبر في السودان، وهي صاحبة أكبر مصلحة في إيقاف الحرب – الحرب التي عصفت بأحلامهم.

في اليوم العالمي للشباب، تدعو الشبكة الشبابية للمراقبة المدنية الشبان إلى مزيد من الضغط في اتجاه إيقاف الحرب، وتؤكد أنها تعمل من أجل تعزيز الجهود القاعدية في رصد انتهاكات أطراف الحرب ومحاربة خطاب الكراهية، والدفع في اتجاه مشاركة شبابية حقيقية وفعالة في مواقع اتخاذ القرار في قضية تمس مستقبلهم مباشرةً (قضية الحرب).

إن الحرب التي نتضرر منها –نحن الشبان– أكثر من غيرنا، والتي تعتمد في استمرارها علينا، لن تتوقف إلّا بقرارنا، قرارنا جميعًا.




٤ مشاهدات

أحدث منشورات

عرض الكل

أقرأ

أحدث تقرير لدينا

تابعنا

وسائل التواصل الاجتماعي لدينا

  • Facebook
  • Twitter
  • Pinterest

انضم لنا

قائمتنا البريدية

شكرا على الإشتراك!

© 2023 بواسطة YCON السودان

bottom of page